بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 يناير 2012

من يشتري إبتسامة صاحب الرغيف ؟!

الحمد لله حمداً حمدا والشكر له شكراً شكرا ولانقول إلا مايرضي ربنا ونصلي ونسلم على نبينا صلى الله عليه وسلم ...

هذه الدنيا عجائب وغرائب .. لاتكاد تسمع عن عجيبة  من عجائبها إلا جاءت أعجب منها ولا غريبة إلا استغربت غيرها ..
كنت أنتظر أخ لي في أحد البنوك . وبجانب هذا البنك  ( خبَاز ) يبيع الرغيف وبينما أنظر الى صفٍ كاملِ كل ينتظر دوره ، إذ خرج من بينهم رجلٌ إشترى نصيبه من الرغيف. كان رث الثياب قليلاً , مليح الوجه حسنه ،عليه علامة من العقل والنجابة والهدوء;متجهاً نحوي مطرقاً رأسه ممسكاً  رغيفه بيديه . وإذ به يبتسم إبتسامةً أشرق لها وجهه ، وكأنه حاز الدنيا ومافيها .. ثم نظر لرغيفه يقلبه ويبتسم ومضى لحال سبيله على هذا الحال !
قد يكون الأمر مألوفاً لدى الجميع وقد يقول قائل منكم لعله مجنون يحدث نفسه .. ولكني أخذت هذا الأمر من جانبٍ آخر فهذا الفقير صاحب الثوب المرقع وجد مايسد به رمقه ولكأنه حازالدنيا فابتسم ابتسامة القنوع وابتسامة السعيد. لم يكن صاحب ملايين فيهتم لأمرها ويتجهم وجهه لنقص فيها ،أو خسارة لبعضها ولم يفكر في غده ماذا سيحصل فيه أو ماذا سيكسب منه .. لم تحمله المراكب الفارهة بل حملته قدماه ولم يحمل الخادم رغيفه بل يداه ..
ربما فرح برغيف يسد رمقه ويالها من سعادة لاتضاهيها سعادة  ... كل قطعة من رغيفه تعني له الكثير فرغيفه أتى ربما من كدحٍ وتعبٍ وجهدٍ وعملْ. فتحدر العرق من جبينه ليكسب درهماً حلالاً بطعم السعادة ورائحة الأمانة ....
فأين أرباب الملايين وذوي الكنوز والذهب والفضة والمياثر والدنيا من هذه الإبتسامة ؟؟
يوم أن قال قائلهم : من ييبعيني نصف عافية بملكي كله ؟!. لأنه مريض
يوم أن صرخ أحدهم : من يشتري سهري بملكي كله ؟ لأنه ماذاق طعم النوم
يوم أن جاء أحدهم يبكي : ياشيخ والذي نفسي بيده لي ثلاثون سنة ماذقت طعم السعادة قط !
جربت كل متع الدنيا بحثاً عنها فلم أجدها والله لا أنام الا بمهدئات !!!
يوم أن تألم أحدهم :أريد شراء سعادة فقير بملكي كله  ؟ .. يوم أن حرمها
فمن منكم يا أصحاب الملايين والدور والدثور والمال الممدود والبنين الشهود أن يشتري إبتسامة صاحب الرغيف ؟
فهل ستقبلون بشرائها حتماً؟ .... أم سيرفضها صاحب الرغيف لأن السعادة لاتقدر بثمن ؟!
نسأل الله أن يسعدني ويسعد كل قارئ لمقالتي ووالدينا ولجميع المسلمين في الدنيا والأخرة ..
والحمد لله رب العالمين .

هناك تعليق واحد:

  1. ابتسامةغيمه17 يناير 2012 في 12:47 م

    والله انها سعاده لو علموها اصحاب الملاين لحاربوه عليها لو بالسيوف نعم اخي الفاضل انها القناعه التي لايطيب العيش الا بها

    ردحذف

المشاركات الشائعة