بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 11 مايو 2012

ولادة المجالس الإلكترونية !!

الصورة :
رجل مسن يتصدر المجلس ويلتف حوله من أقرانه أو من يصغرونه بعقد وفي طرفي المجلس يجتمع الشباب يستمع الجميع إلى قصص الأجداد وحكايات يسردها بقالب شائق تتخللها قصائد وتفوح منها العبر والعظات فيجلسون بصمت وأدب الكل قد أطرق سمعه فيجدون حلاوة الإجتماع وقد إستفاد الجميع .
خارج إطار الصورة :
يجلس الرجل المسن قد ضم عصاه إلى صدره يترقب الجمع بعين اليأس والذهول صامتاً لايعي لغة من حوله .. إلتف حوله  شرائح من الأجهزة بلغات لايفهمها هذا المسن لغة واتساب وبلوتوث وتانقو وغيرها الكل يتحدث مع قرينه عبر هذه الوسائط الإلكترونية ويبتسم بعضهم لبعض دونما إشارة أو كلام فيزداد إستغراب هذا المسن الذي ربما سأل نفسه هل أجلس بين جملة من المجانين أم جمع من الصم أم أنني ربما الأصم والمجنون ..
الصورة العامة :
مجالسنا اليوم أشبه بمجمع إتصالات تجدها نشيطة هادئة يتراشق أصحابها الرسائل والوسائط  أو مجلس مكتظ برجال آليين.. فلم يعد المجلس كما كان مجلس أدب وشعر وقصص وألفة وسؤال عن حال وتفقد لأحوال ، فلم يعد للمسن هيبة ولم يعد للمجلس وقار ولم يعد اللسان ذا أهمية للكلام ، يجتمعون على مائدة الصمت تترقب أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ..
النتيجة :
إختفى وميض المسن وهيبته وإستبدلت القصص والحكايات والاشعار والأدب بشرائح تستوعب الغث والسمين والصالح والطالح فضاعت مجالسنا وضاع المسنون وذهب الوقار وأودعت العقول في حفائظ للتاريخ ...
 الكل سيعزي لوفاة المجالس التقليدية فسحقا للواتساب والبلاك البيري وملحقاتهما ........

المشاركات الشائعة