بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

فايح بن بدر بن مسحل الذيابي رهين الصلاة والأخلاق

الحمد لله حمداً يليق بذكره وجلاله نحمده على مايسر لنا في هذه البسيطة لنعبده ولانشرك به غيره ونصلي ونسلم على نبيه المصطفى صاحب الرفيق الأعلى والمكان الأسنى والموضع الأشرف ونسأل ربنا له المقام المحمود .. وبعد ..

الموت حق لابد منه فمامن حي إلا سيموت ويفنى ويفني الدهر ماملك وماكنز ومادخر وأبقى .. ولكن ..( كل شيء هالك إلا وجهه ) ..
الموت رسالة للبشرية أن الحي الدائم الباقي هو الله جل في علاه .. والموت قاطع المؤمل عن أمله والناشئ عن بلوغه والبنيان عن تمامه .. قبل نهاية عام ثلاثة وثلاثون وأربعمائة وألف بخمس ليل بقين من ذي الحجة ودع هذه الدنيا رجل نحسبه والله حسيبه من أهل الخير والصلاح .. رجل مافارق المسجد إلا لعذر كأنه من حمائم المسجد بشهادة أهله وجيرانه وأصدقائه ومحبيه ..
فايح بن بدر الذيابي إسم ورسم عرفته المساجد والجوامع ظل يملا فضاءاتها بتراتيل الإستغفار والتهليل والتحميد ... إن سألت عن كرمه فلا تتجاوزه إلى غيره .. يتهلل وجهه عند مجيء ضيفه ... يده لم  تتراخى يوما في إعطاء الصدقات وإعانة المحتاج وإصلاح ذات البين ..عاش فايح ففاحت روائح الأخلاق الحميده من جنبات هيئته وانتشر عبيره نحو الآفاق ليقول أنا هنا ... فايح لم يكن تكملة عدد لأناس مهمشون بل كان الرقم الأصعب في السباق إلى الخيرات ... عاش ملازما للمسجد بين غدوة وروحة ..
عرفته وأنا ابن لأعز صديق له  ,وعرفت لما كان أبي يصادق هذا الرجل.. كان يأسرني كما الجميع بنفسه الطيبة المرحة وحديثه الصادق ونصائحه الثمينة ومداعباته للأطفال فكأن كل طفل في المويه يقول هذا أبي فايح .. عاش نبيلا عزيزا شامخا حتى أتت عليه السنون وأراد الله له أمرا ومصاب المؤمن خير فاعتل علة لسنوات لم يقل لفلان ساعدني ولا لآخر هلم بي للخارج للعلاج .. بل رفع بصره للسماء راجيا عفو ربه متوكلا على الله غير آبه وهو يعلم أنه ماقد أصابه فبإذن الله وصبر .. أقعده المرض عن الحركة وهو كان يتوق للمسجد ليجدد خطاه للمسجد كما هو حاله كل يوم .. فأجلسوه على كرسي ولكنه يأبي إلا الصلاة في بيت الله .. إستحى أن يقعد عن الصلاة وهو يسمع حي على الصلاة .. حي على الفلاح ... أبناؤه البررة لم يكونوا إلا عضدا لأبيهم يقتادونه للجامع فنراه كل جمعة يصلي وهو ع كرسيه يكاد أن يتحرك منه شي .. بينما صحيح الجسم قوي البنيان نشيط الحركة قد نام عن الصلاة وتقاعس وغره طول الأمل .. لقد كنت أراه كل جمعة وأستحي أن أتجاوزه فلا أسلم عليه .. ووالله ان قلبي يقول غفر الله لك ماقدمت وقدمك للحسنى خاليا من الخطايا ..أذهلني صبره وتجلده في ذات الله .. رجل يدافع الثمانين عاما ويزيح المرض وينهض كالأسد الهصور ملبيا نداء الحق غير متواكل ... مات فايح وهو يعود الجامع .. لم يكن موته فاجعة لأهله وأبنائه بل لنا أهل المويه أجمع .. سألت أهلي عن أبي فقالوا بكى عليه حزنا وكمدا فآخر اصدقائه قد مات .. أبي لم يكن ذا قوة ونشاط وقد أنهكه المرض والكبر ليزور أخاه كما كانا يزوران بعضهما في حياة القوة والنشاط والشباب .. بكى بصمت لإنه فقد الأخ والرفيق والصاحب والصديق .. فلمثل فايح لتبك البواكي ولمثله فليعزى المحراب ولمثله تعزى المساجد .. نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه ويدخلكه الجنة راضيا مرضيا ..صلى العتمات والناس نيام وصلى الهواجر والناس قائلون فيارب تقبله عندك غير مخز ولا مفرط ... 
إن لله وإن إليه راجعون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة