بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 يناير 2012

دولة إسرائيل السوداء ورئيسها سلفاكير !

بات في حكم المؤكد ثبوت أقدام إسرائيل في السودان بغيتها القديمة بل إفريقيا ككل . دأب الصهاينة على مر العصور بزرع عيون في أماكن يوشك أن تنفجر فيها حرب المذاهب والأديان وحرب الجغرافيا الميتة والحية .
ومنذ أن قام قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الهالك جون قرنق بحركته الإنفصالية عن السودان الأم ومناداته بالسودان القديم الذي يتكون من الدينكا والنوير والشلك وقبائل جنوبية أخرى لكون السودان أرض سودانية ذات عرق أسود إفريقي غير عربي مسلم وهو ينادي بالإنفتاح على العالم في مختلف الطرق سواء دينية او سياسية أو إقتصادياً متكئاً على بحر من البترول في السودان الجنوبي الغني جداً بخيرات الأرض الفقير جداً لأي قرض ..
كان الصهاينة يلعبون بعيداً عن الأرض السودانية وهدفهم المرمى السوداني الجنوبي الجديد بدعم من أمريكا ومجلس الامن مع ماتقوم به الأنظمة الأممية من منابذة للرئيس السوداني حسن البشير وتدويل قضية دارفور وأبيي ، وجعلها تطفو على السطح ومسرح الأحداث محدثة قلقلة قلَ مثيلها بداية من إشعال نار الفتنة بين صفوف الجيش والجماهير في آن مروراً بتجريم حسن البشير وصناعة مايسمى جرائم حرب في ابيي  وماسمي سياسياً وإعلامياً بأزمة دارفور .وعند النظر لقضية دارفور والإهتمام المنقطع النظير من لدن أمريكا وفرنسا وكذلك إسرائيل لوجدت أن السبب يكمن في  إحتواء هذا الإقليم على بحر زاخر من الذهب الأسود والنفط النقي ..
لم تكن إسرائيل يوماً من الأيام بمنحى عن الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى في الصراع الدائر بين الباكستان والهند والصراع بين الكوريتين وعداء إيران مع جاراتها .. فالمطامع الإسرائيلية لم تنعقد قطعاً على فلسطين السليبة . بل الأمر يتعدى الى تكوين الصليب الإسرائيلي جنوباً وغرباً وشمالاً وجنوباً وتحت غطاءِ من أمريكا بمظلة الأمم المتحدة وتواطئٍ من مجلس الأمن الدولي ..
عندما إعتلى سلفاكير القائد العسكري الجنوبي الزعامة بعد مقتل جون قرنق كانت إسرائيل أول المهنئين فخططت من أول لحظة لتحويل جنوب السودان الى اسرائيل إفريقية نكاية بالسودان الأم الذي طالما حارب وعادى الصهاينة ودعم المجاهدين الفلسطينين على مر التاريخ فالحقد الصهيوني لازال حاراً ولازالت قدور المخططات والدسائس الصهيونية تغلي على نارٍ هادئة بوقود أمريكي بصمام أمان إسمه ( الفيتو )... في آخر زيارة له لإسرائيل وبدون كاميرات وضوضاء وإعلام  ، كان سلفاكير قد إستبدل معاهدة السلام مع السوادن الأم بخارطة طريق صهيونية في أرض السودان .. مكللاً هذه الجهود اللئيمة بولادة سفارة صهيونية للمرة الأولى تدنس أرض السودان الكبير . لم يكن السفير الجديد لإسرائيل في أرض السودان حاييم كورين  بغريب على السودان ككل وبخاصة على جنوبه النصراني. وهو الرجل المتعدد اللغات ،عربية ولهجات سودانية  وهو نفسه الذي طردته تركمانستان أكثر من مرة لعلاقاته الوطيدة بالموساد الإسرائيلي والتي تشكك في جاسوسيته اكثر من دبلوماسيته ولعلاقته سواء من بعيد أو من قريب بمحاولات إغتيال لكوادر فلسطينية وعربية وضرب مصالح عربية في شتى العالم ... يدرك سلفاكير تماماً أن إسرائيل ورقة رابحة بيده لخوض لعبة سياسية جديدة  . مراهناً على قوة الورقة الصهيونية في قلب الموازين لمصلحته مستنداً  بذلك كونه الطفل الرضيع  لأمريكا والأخ التوأم لإسرائيل ولخلق فوضى عارمة وسط السودان الأم وأخذ الثأر على حد زعمه لقتلى الحروب الضارية خلال الثلاثين عاماً الماضية ...  يتفهم الغرب جيدا أن سلفاكير أضحى ذراعاً لإسرائيل في إفريقيا وعيناً راصدة  على السودان الأم كما تزعم جريدة  ( يديعوت أحرونوت ) وكما ألمحت جريدة  ( هاآرتس ) ...بذلك ضمنت إسرائيل مقعداً دائما على أرض السودان تصدر منها عبثها الإجرامي في دول المنطقة وتطويق التحركات السودانية الشمالية وضرب أهدافها في قعر بيتها .. الناظر لسلفاكير صاحب قبعة الكاوبوي الأمريكية ليعرف من عقليته طموحاته ومقاصده فهو لايهمه مع من يتعامل وبأي طريقة ووسيلة ، دام أنها تحقق غايته وهي جعل السودان الجنوبي إسرائيل السوداء او بالأحرى قطعة من أوروبا أو الولاية الأمريكية رقم واحد وخمسين .. كان لابد لكعكة جنوب السودان أن يتقاسمها أعداء الإسلام وأعداء العرب فكما علمنا عن إسرائيل وإقتطاعها الجزء الأكبر من هذه الكعكة ، أتت إيران لتحوز على نصيبها المتبقي فوجدت في جنوب السودان مرتعاً خصباً لتصدير الثورة الشيعية وعمل كل مافي وسعها لصناعة سلفاكير بأدوات إيرانية فارسية ليلبي إحتياجات الدولة الصفوية المارقة . . عندما قامت الثورة في إيران عام 1979م كانت من أهم أولوياتها تصدير الثورة خارج الحدود لحاميتها في الداخل وتقويتها وترسيخها ولما لهذه الدولة من عوائد قوية جراء النفط لهث خلفها سلفاكير وضمته إليها إيران وإيران كذلك كما الحال مع اسرائيل ليست بغريبة على السودان فتعاونها مع الجبهة الإسلامية الإخوانية بقيادة حسن الترابي كانت من خلال غطاءٍ إسلامي بحت بعيد عن الانتماءات والولاءات لغير الإسلام مما جيش في نفوس السودانيين هذا التناغي الذي ينشدونه دونما ان يفكروا فيما تريده هذه الجبهة الترابية والثورة الشيعية .. بذلك نجد ان سلفاكير ورث عن قرنق حركة تحرير وورث عن اسرائيل سفيرها  وورث عن إيران ثورتها وعن أمريكا صبغتها المدنية فهو بذلك جمع الإعداء في مكانٍ واحد لمصلحة واحدة وتحقيق هدفٍ واحد مما يطرح تساؤلاً حول هذه العلاقة المتناقضة في إجتماع الإعداء في تناول كعكة جنوب السودان تحت ظل قبعة الساحر الأسود هنا تدق نواقيس الخطر حول السودان الأم والدول الإفريقية الأخرى بل والشرق الأوسط والعالم الإسلامي فالخطر سيداهمهم إن لم يوقفوا سحر الساحر الأسود سلفاكير وقطع رأسي الأفعى الأمريكية إيران وإسرائيل .......
ولعل التوقعات تشير إلي حدوث قلاقل داخل السودان الأم بفعل إسرائيل وإيران بأيدٍ جنوبية سودانية أو حتى شمالية ماجورة وكذلك لن تكون الحدود بين البلدين آمنة وهي على المحك في أي وقت علاوة على أن الحرب الجنوبية الشمالية ربما تندلع في أي قوت كما إندلعت بين الكوريتين هذا مايلوح في الأفق حسب المعطيات الراهنة .. ولاتنسوا ... فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس دولة إسرائيل السوداء .
ودمتم بعافية من الله وفضل  ..

المشاركات الشائعة