بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 يناير 2012

حياة الإنسان تختصرها "لحظة"

مهما عاش الإنسان من حياة  فإن تلك الحياة تتجلى في لحظات أبسط مايقال عنها إرتداد طرف .. لحظات من أندر اللحظات في التاريخ
تتوقف عند عتباتها الأقلام صامتة لاتعي ماتقول ، وتتباطىء الخطى معلنة التريث ريثما تسرد اللحظات حكايتها , مابين الحياة بطولها وعرضها وتلك اللحظات الا نزر يسير من خيط رفيع إسمه النهاية , نهاية عالم وبداية عالم آخر . تطوف أمام ناظريه حكايات وقصص تسردها اللحظات في هذه اللحظة الحرجة . يعيش واقعه الأخير والراهن محاولاً التشبث بحياته السابقة . لعله يعود الى الوراء قليلاً فيصحح أخطائه ويبني ماهدم ويجمع مافرق ويصل ماقطع . في هذه اللحظة السوداء البسيطة جداً تتسابق الذكريات اليه كل واحدة تعلن نفسها أمام ناظرية ليحاكمنه على مافعل ، فلا يستطيع حراكاً ، اعتقل منه اللسان وشلت منه اليدان وثقلت به القدمان وانفلت منه الجنان ... في هذه اللحظة يود لو يرتمي في أحضان الخلص من أصحابه فينتشلونه من براثن هذه اللحظات ,  ويتمنى لو أن يداً كيد عروس البحر تمسك به أو بساطاً كبساط الريح يأخذه بعيداً عن ضوضاء اللحظة المقيتة . تتناثر دموعه من غير بكاء وإنما حسرة وندم وألم .ويخفق قلبه هلعاً وخوفاً ورجاء.. هذه اللحظة لن تعيده الى سابق عهده وسؤدده ومجده ..ولن تفتح له باباً قد زينت دروبه بالورود والأزهار ولا دبج أحد مصراعيه بالعسجد والتبر ... لحظة لم يتوقعها ولم يعرف خطوط سيرها ولم يشارك في تصورها أو كينونتها ..مابين حياته العامرة وهذه اللحظات جزء بسيط من الإدراك المغلف بالغشاوة فيصبح في دائرة اللاوعي ..فتنساق إليه كل تفاصيل حياته ونقاطها ومحطاتها وكل ماعاشه في شريط سريع فيعض انامله غيظاً لو أنه يتسطيع تببيض ماسود من صفحاتها ...
كان حادث تعرضت له في يوم الأحد كانت لحظات رهيبة ومهيبة .. إسودت الدنيا فلا أسمع الا أنين من كان معي فلم ترى عيني مسوغات ماحدث والا لعميت .. لحظة هي جزء من تسعة وتسعين جزءاً من ارتداد طرف العين .. غاب العقل لحظتها وكأنه غفى غفوة ليستيقظ بعدها ليرى ماحدث في غفوته .. شدهت لما رأيت وتأملت لما حدث . وفكرت فيما لو حصل مايكون لو كان ..في هذه اللحظة حاسبت نفسي ألف حساب ووقفت أتذكر قديم مامضى  فأمسك رأسي بيد وتارة بأخرى غير مصدق لما حصل إلا كلمات أتمتم بها لحظة الغفوة ( أستغفر الله ) أكررها وبشدة وبنفس عميق وبتلهف لها وكأنها أول كلمة أنطقها. أرددها وأنا فب غمرات هذه اللحظة .. لأدري أتيقنت فعلاً انها لحظة الوداع فطابت نفسي قول الإستغفار كي أختم حياتي بها .. أم خوفا ً وهلعا ورجاءاً لله أن ينقذني من محنة هذه اللحظة .. هي الأقدار يقدرها الله سبحانه وتعالى ويجعل في طياتها معابر يعبرها الإنسان فإما يشكر الله عليها وإما يموت كما تموت سائر البهائم .. ليعلم أن الله يدفع عنا الشرور ومصارع السوء بفعل الخير .. ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم في مامعناه " من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله .. الحديث وفي الأثر عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : صنائع المعروف تقي مصارع السوء .. فربما دفع الله عني مصيبة أعظم بفعل هذه الخيرات فصلاة الفجر حامية بإذن الله وصدقة السر تدفعها لإنسان أو حيوان تقيك مصرع سوء لاتتمناه لصديقك ... هذه اللحظات تعيدنا الى الوراء كي نفتح سجلات عفى عليها الزمن وتوشحت بغبار النسيان فنتصفحها ونصحح أخطائها ونبيض سوادها ونبدأ صفحات جديدة منذ هذه اللحظة بتلك اللحظة فلا نتأخر عنها ولو لحظة ...... فالحمد لله رب العالمين على ماقدر .......

هناك تعليق واحد:

  1. لله درها من كلمات عوفيت اخي المبارك

    ردحذف

المشاركات الشائعة