بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

قامعة الدول العربية وجامعة الرؤساء العرب !!

الجمع هو الإحتواء والإنتماء والجماعة هم الصحبة في مجتمع ما . واجتماعهم أي التفافهم حول بعضهم والقمع عكس ذلك تماماً فهو الإقصاء والتفريق والتشريد ناهيك عن القتل في آخر المطاف . وأن تقمع شيئاً أن ترده بقوة وبجبروت وتخرسه وتسكته وتبيده للأبد .. ونحن العرب أمة تحب الإجتماع والألفة والإلتفاف .
في عام 1945م تفتقت أذهان رؤساء ذلك القرن الغابر بفكرة رهيبة جداً وهي إنشاء بيت يضمهم يعقدون جلساتهم ومشاوراتهم فيه بشكل دوري وسمي هذا البيت الوليد بجامعة الدول العربية والذي جاء منبثقاً عن بروتوكول الاسكندرية ،  وللتاريخ فالفكرة الأساسية جاءت على لسان ايدن وزير خارجية بريطانيا عام 1941م  وله مغزىً  من خلال تكوين قومية عربية بعيدة عن رابط الدين لإضعاف العرب ولكنه جاء بها بطريقة ذكية ودبلوماسية بهرت العرب بمن فيهم وزير خارجية مصر مصطفى النحاس الذي نادى لها ولو أنها سميت قبل ذلك بالاتحاد العربي المشترك وبالتحالف العربي وهكذا ولدت هذه الجامعة والتي تتلخص أهم ركائزها التنسيق فيما بين دول الأعضاء إقتصادياً واجتماعياً وصحياً وحتى في الشأن العربي المشترك شرط وجود رابط الدم واللغة وحفظ حقوق الشعوب العربية وتقرير مصيرها والرقي بالمواطن العربي وتأمين أساليب العيش المرفه والآمن .. كانت الجامعة محط انظار العرب جميعاً ورأوا فيها البيت العربي الكبير الذي يبعث على الطمأنينة والأمن والعزة والشرف وبدأت خطواتها الأولى في مسرح الأحداث ببعض الإنجازات الطفيفة التي يجب أن نبحث عنها بالمجهر من حل نزاعات دول عربية فيما بينها وإنهاء حروب أهلية نشبت في بعض الدول كالتي حدثت في لبنان في نهاية خمسينيات القرن الماضي ، ومن أبرز إنجازاتها التي يذكرها التاريخ لاءآتها الثلاث في مؤتمر الخرطوم عام 1976م بعيد النكسة وهزيمة مصر  وجاءت لا صلح ، لا إعتراف ،لا تفاوض مع اسرائيل .. هذه اللاءات جميلة جداً في وقتها ولكنها مالبثت أن أصبحت النعمات الثلاث وزيادة، ولاننسى أيضا إنجازاً أخراً للجامعة بحيث تجاوزت قرارت التنديد والشجب "على أعمال العدو الصهيوني للشعب الفلسطيني" كل قرارات مجلس الأمن الدولي وبذلك أصبح العرب خطباء تنديد وشجب لايضاهيهم الا كثرة قهقهة جولد مائير ووزير حربها دايان موشيه ومن ثم كانت الجامعة العربية مجلس او كما يسميها البعض ديوانية يجتمع فيه الحكام يتبادلون التحايا والترزز امام عدسات المصورين وكاميرات القنوات وكل منهم قد سل سيف لسانه على الأخر والبعض يلوي لسانه فصاحة وأدبا ومنطقا ً كسحبان وائل . ومن ثم كانت المعايير الزمنية تشير الى أن الجامعة العربية أصبحت قامعة للشعب العربي وجامعة للحكام العرب فالشعوب تئن تحت وطأة جبروت حكامها. والحاكم العربي ماجاء للجامعة الا ليمثل نفسه هو ويتحدث بلسانه لا بلسان شعبه وله الحق أن يقصي شعباً بأكمله حيث أن الرأي رأي الحاكم فقط ، فالدولة تمثله ولايمثل الدولة . لم تحرك قامعة الدول العربية ساكناً منذ ثورات الربيع العربي الا ماكان منها في ليبيا ليس حباً في شعبها بل كرهاً في حاكمها وهاهي تعيد الكرة  مع شعب عربي آخر هو الشعب السوري الذي حصدته دبابات ومدافع الجيش النظامي الأخرق فمنذ ثمانية أشهر لم تتحرك القامعة العربية الا بتنديد وشجب وتهديد أشبه بتهديد الفأر لقط مريض ، وبعد أربعة أشهر منذ اندلاع ثورة السوريين خاطبت القامعة العربية الحاكم السوري بغية تخفيف وطأة القصف والقتل والإبادة . والرئيس السوري أذن من طين وأخرى من عجين ضارباً بقرارات القامعة عرض الحائط ، كانت خطوات القامعة العربية بطيئة جداً والحكام العرب مابين متحفظ وخائف ومترقب غير مافعله الملك عبدالله بن عبدالعزيز بسحب سفيره من دمشق قبل ذلك بمدة ولو أنه تحرك تأخر كثيراً ولكنه محمود ومطلوب فتبعته دول الخليج وبعض الدول العربية والاجنبية وبعدما سالت انهار العاصي وسن واليرموك وبردى بدماء شهداء سوريا العزل. تحركت أخيرا ً قامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا ومعاقبتها اقتصاديا وسياسياً ، والمشاهد أن قامعة الشعوب العربية ليست بمثابة مؤسسة قوية تفرض قراراتها بقوة وعلى الفور ولكنها ضعيفة بضعف قراراتها ولو أن تنديدها وشجبها  اليتيم المتكرر لاسرائيل أجود وأقوى قليلاً من قرارات تخص الشأن العربي العربي ، إن الوحدة العربية التي نادى بها مصطفى نحاس قبل أكثر من سبعين عاماً والتي جاءت بلورة لفكرة المأسونية العالمية بإنشاء منظمة وحدوية عربية منزوعة الدين لم تؤتي ثمارها المرجوة  وإن تطلعنا للتاريخ لوجدنا أن الأزمات التي حلت قضاياها كانت بمجهودات فردية من بعض الحكام العرب الغيورين على دينهم وامتهم بدءً من الملك عبدالعزيز رحمه الله بنصرة فلسطين والملك فيصل رحمه الله بإنشاء مؤتمر اسلامي ومساعدته لفلسطين وجهوده في تأسيس منظمة السلطة الفلسطينية ومساعدتها للترسانة السورية في عهد حافظ الاسد ومساعدته للشعب المصري والحكومة المصرية وتسديد ديونها وتجهيز الجيش العربي في قتال اسرائيل  كل ذلك بمجهود فردي لم تتدخل فيه القامعة العربية الا بالشكر والترحيب ،ومن ثم كان للملك فهد رحمه الله مجهودات تشكر في حل الازمة اللبنانية في قمة الطائف وانهاء الحرب الاهلية وكذلك المبادرة العربية للسلام التي اطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتبنتها أخيراً القامعة العربية  وجهوده لحل أزمة الفصائل الفلسطينية في مكة المكرمة، وكذلك جهود قطر في حل الازمة الفلسطينية فيما بين الفصائل وجهودها في قضية دارفور وجهودها في الازمة السياسية في لبنان  والجهود الكويتية لإحتواء الازمة العمانية  الاماراتية ورأب الصدع بين الاخوة كل ذلك بعيداً عن أروقة القـ(ج)ـامعة العربية  ، إذاً ماذا فعلت جامعتنا العربية وماإنجازاتها لكي نفتخر امام العالم بها ؟ .. لم تأتي الجامعة العربية الا لتجمع الحكام على طاولتها مابين فكاهة وأكل فاكهة .أمناء الجامعة العربية ذهبوا وولوا وتغيروا ولكن ميثاقها وبنودها وقراراتها لم تتغير الا أنهم يغيرون التاريخ في اعلى صفحة القرار .
الشعوب العربية تقمع وأموالهم تجمع ومطالبهم لاتسمع .
أرادها العرب وحدوية عروبية ونادى بها جمال عبدالناصر ففشلت مساعيهم . وجاء فيصل بن عبدالعزيز بنداء الاسلام وأرادها وحدوية اسلامية وآن لها النصر وقريب بمشيئة الله انتصار أمة الاسلام وقمع القامعة العربية وجمع الجامعة الاسلامية .
وتقبلوا تحياتي مع الوعد بإذن الله بجديد مقالاتي ،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة