بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 17 فبراير 2011

ثورة اللؤلؤ ثورة البحرينيين !

توالت الثورات العربية هذه الأيام والتي تذكرنا فعلاً بثورات تالدة مركونة في الارشيف العالمي للثورات العربية ونحن أذ نعيش في مايسمى بموضة الثورات او صناعة الثورات وهي تختلف كثيراً عن ثورات الزمن الماضي بما تحمله من فوارق كبيرة في الكيفية والكم ... بدأت السنة الجديدة سواء الهجرية أو الميلادية بولادة ثورات جديدة مؤطرة تقنياً وبدماء شابة تطمح للتغيير وليس أي تغيير .. فالتغيير يطال رأس الهرم في الدولة ( الحاكم ) .. ليس في ذهن أحد أن تنجح الثورات بتاتاً وأن موتها قريب من ولادتها معللين ذلك لضعف المجتمعات الراهنة التي لاهم لها الا مشاهدة كؤؤس العالم ومعاقرة كؤؤس الراح وإرتباد الملاهي الليلية ومسارح الفن والغناء الممتدة على خريطة الشرق الاوسط ...
كان أكثر المحللين السياسيين يرون في ثورات هذا الزمان مجرد عبث طفولي ومراهقات لاتعتبر في الحقيقة نهوضاً حقيقياً لمطالب الشعب مقارنة بثورات الأزمنة الغابرة التي غيرت مجرى التاريخ وأطاحت بحكومات ملكية وأنظمة دكتاتورية على غرار ثورات مابعد الحرب العالمية الاولى والثانية في دول العالم الأول ( المتحضرة )...
ولكن في الحقيقة والواقع نجحت هذه الثورات الجديدة والفريدة من نوعها في قلب المفاهيم وخلق مفهوم جديد لثورات العالم الثالث الذي أثبتت تحضر ورقي هذه الثورات .. فمن ثورة الياسمين التونسية التي اتسمت بتوزيع الورود مقابل الرصاص الذي يتلقونه تجد مدى الفارق الكبير بين ثوراتنا الراهنة وثوراتنا الغابرة وزياد الهاني الذي أطلق نداءه لأمة تونس في مقعه لم يكن هو الاخر يصدق أن يكون لها صدى بهذه القوة والسرعة والتي ظهرت شرارتها في 18 ديسمبر 2010م والذي سبقه بيوم إحراق الشاب العاطل عن العمل محمد الوعزيزي بإحراق نفسه معبراً عن غضبه لما يلقاه من ظلم وقهر .. وانتهت حقبة بن علي الظالمة بهروبه في 14يناير 2011م . مما فك قيوداً كان تكبل أبناء تونس .... وعلى منوال ثورة الياسمين خرجت ثورة اللوتس المصرية او البيضاء حيث تأثرت بثورة تونس وخرجت الجموع في 25 يناير 2011م.وخلعت الرئيس محمد حسني مبارك  منهياً حكمه لجمهورية مصر التي شهدت ثورات قبل هذه في خمسينيات القرن الماضي كان صاحب النداء لهذه الثورة وائل غنيم الذي قال إنه مجرد بطل كيبوردي ملمحا الى ابطال حركة 6 ابريل وشباب مصر ككل .. وفعلا نجحت هذه الثورة البيضاء ومن ثم إمتدت شرارة الحدث والثورات الفتية الى الجزائر بثورة اسموها ثورة الغضب التي بدات في 9 فبراير 2011م  ولكنها بين إجهاض وولادة ولازال الثوار الجزائريون يتحينون الفرص لتغيير النظام القائم فهل سنيجحون كما نجحت في مصر وتونس؟؟ .. وليست ليبيا ببيعدة عن الاحداث فبداية 17 فبراير 2011 بدأت شرارة ثورة المختار وبدأت في مدن عدة بداية من بنغازي وزنتان وغيرها من المدن ولازالت الثورة في طورها فهل ستحقق النهاية السعيدة ؟؟.. وتأثرالشعب في اليمن لما يحدث في تونس ومصر ثم بدأت ثورتهم الشعبية في 17 فبراير2011م مطالبين بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح وتغيير نظام الحكم وتحسين مستوى المعيشة وغيرها من المطالبات ولكن لأحد قد يحكم على نجاحها كونها غامضة بسبب تصاعد التوتر والاحقاد بين شماليه وجنوبيه وقبائله فهل ستنجح ثورة صنعاء ؟؟.. ومن ثم إندلعت الشرارة لبلد إسلامي وليس عربي في إيران ثورة 12 فبراير 2011م لتغيير النظام الفاسد فيها وقامت بتعبئة الرأي العام الجهات المعارضة للحكم في خارج ايران مطالبين بتغيير السطلة التي تحكم البلاد بقبضة من حديد منذ ثورة الخميني في 1979م التي سميت ظلما بالثورة الاسلامية وأطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي وإنهاء الملكية فيها .. فهل ستنجح ثورة الشعب الايراني ؟؟ ,, ثم توالت الاحداث في الاردن التي بدأت 7 يناير 2011م بإحتجاجات ومظاهرات متأثرة هي الاخرى بثورة تونس وبدأت مسيراتها الفعلية في 14يناير بعد جمعة ذلك اليوم وآتت أكلها أخيرا بالإطاحة بحكومةسمير الرفاعي في الاول من فبراير  هكذا نجح الاردنيون ... ومن ثم صمت الشعب السوري ورفض البدء في مظاهرات كان مزمعا حدوثها في 6 فبراير 2011م ولكن الشعب أيد الرئيس السوري وأعدموا الثورة في مهدها ... ولكن الذي يجب ان نغفل عنه او نتجاهل ان تحدث ثورة في بلد خليجي فليس من المعتاد او المتعارف عليه ان تحدث ثورة في دولة خليجية ؟!!
فدول الخليج لم تتعود على الثورات ولم يكن لها سبق تاريخي او بصمة تاريخية في نشوء ثورات ولكن الامر تأكد بعد ثورة اللؤلؤ  في البحرين والتي هي نذير شؤم لدول الخليج المجاورة لها وكانت بداية ثورة اللؤلؤ او المنامة او ثورة 14 شباط في 14 فبراير 2011م في دوار اللؤلؤ في المنامة مطالبة بتغيير الحكم من ملكي الى ملكي دستوري ومايعانونه من سوء المعيشة والاقتصاد ولعل المحرك الاساسي لها هم شيعة البحرين وحركة الوفاق ولو أن المطالبين يطالبون الحكومة بعدم التمميز العنصري والوحدة بين الشيعة والسنة وغيرهم تحت مسمى بحريني بغض النظر عن ميولهم السياسي والطائفي ..ونحن في ترقب الان من امتداد شرارة لؤلؤة البحرين الى دول الجوار رغم الاختلافات الشاسعة بين مايجري في البحرين ومافي دول الجوار .. ولكن الثورات العربية لازالت في طور النمو فهل ستتعدى الى دول القارات السابع ونسمع في يوم من الايام ان ثورة في بريطانيا لقلب الحكم او في امريكا او في فرنسا ؟؟ نحن لانستغرب مايجري في  هذا الزمن فالمتغيرات تحتم علينا ان نراقب الامور عن كثب وليس أدل على ملوك ورؤساء الدول وحكامها الذين سواء التفتوا لاى ثورات الدول الاخرى أو لم يسمعوا عنها بتحسين المعيشة أو الوعود بالتحسين والزيادات وترفيه الشعب .. فهل ياترى تغير الياسيمن واللوتس واللؤلؤ وصنعاء والفرس وجه العالم بثورات تتوالى كتوالي خرز المسبحة وانهلالها خرزة خرزة ؟؟.. هذا ماسوف تجيب عنه الايام وماسوف نعيشه نحن أو اجيالنا القادمة وشكرا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة